خطوة خطوة مع هيلينا كريستنسن

خطوة خطوة مع هيلينا كريستنسن

15 أبريل 23
Share

تشاركنا عارضة الأزياء والمصورة الفوتوغرافية وسفيرة برنامج "العلا تبتكر"، الدانماركية هيلينا كريستنسن، انطباعاتها بشأن السعودية، وبعض أهم نصائحها وذكرياتها في عالم السفر

قمت مؤخراً بزيارة العلا. كانت الأجواء في كل مكان ذهبنا إليه رائعة. رحب بنا الناس بحرارة وأظهروا تجاهنا الكثير من الود، و استقبلتنا المدينة بروعة هندستها المعمارية - الحديثة والتاريخية. رأيت هناك أكثر ما يمكن أن يذهل العقل. لن تغادر صور التكوينات الصخرية ذاكرتي أبداً. لا أهتم كثيراً لما يقال عن أنها كانت في قاع المحيط لزمن طويل، بل أحب تخيّل تلك التشكيلات العملاقة فيما تسبح في محيطها مخلوقات بحرية في مرحلة ما قبل التاريخ.

التقطت بعض الصور الرائعة لإيفا هيرزيغوفا التي أحبها، وذلك على مقربة من قاعة "مرايا"، المبنى العاكس الرائع في قلب الصحراء. وأذكر أنني مولعة بالهندسة المعمارية، لذا استمتعت كثيراً بتصوير الأبنية. أما التشكيلات الصخرية فهي خلابة، وقد التقطت لها الكثير من الصور أثناء غروب الشمس.

عملت مع مصممتيّ الأزياء السعوديتين علياء وعبير عريف في أتيليه حكايات،  وصممتا لي زياً خاصاً ارتديته خلال حضوري Vanity Fair Oscar Party. أحب فستاني، هو أشبه بحلم حورية بحر تجلى في طبقات من التول تنتهي بكشاكش صغيرة كثيفة. فكرة أنه تمت إعادة تدوير التول ثم صبغه بلون الرمال ليذكّر بالكثبان هو طريقة شاعرية لابتكار مثل هذا الفستان الملحمي.    

"العلا تبتكر" طريقة رائعة لمنح الكثير من الشباب فرصة المشاركة في برنامج فني. وهي تهدف إلى رعاية الإبداع وإلى تمكين الأجيال المقبلة في مجالات السينما، الفنون والموضة، كما إلى منحهم الكثير من الفرص. وسنحضر مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو، وأسبوع الموضة في لندن لاحقاً هذا العام. وسيتم إطلاق البرنامج في أواخر الخريف بعد عودتنا إلى العلا.    

أفضل العديد من الأماكن، لكن كوبنهاغن ستبقى الأقرب إلى قلبي دائماً. فهي المكان الأكثر إلهاماً للتجول فيه. المحيط، المباني التاريخية، الطعام ذو المذاق الذي لا يصدق، الأشخاص الرائعون، الموضة، الروائح،... كل هذا يجعل التجربة فيها مثيرة للغاية.

أحب مطعم La Colombe D’Or، في سان بول دو فينس، فرنسا. وأحلم دائماً بسلة الخضار والدجاج "آلا موريي".

أذهب إلى منزلي الريفي في شمال ولاية نيويورك كلما أردت الخلود تماماً إلى الراحة –تحيط به الأنهار والجبال. وحين أذهب إلى الدانمارك، أتوجه إلى الساحل الشمالي، إلى كوخ الشاطئ الخاص بي وأجلس على التراس حيث أتأمل المحيط وأسير لمسافات طويلة.       

و La Colombe d’Orهو أيضاً أحد الفنادق المفضلة لدي، مع كل أولئك الفنانين الذين تركوا أعمالاً لهم في المكان، وموقعه الفريد إلى جانب الجبل وفي جوار قرية تاريخية صغيرة. أما في L’Hotel في باريس، فأحب الهندسة المعمارية التي يتميز بها بناؤه القديم، فضلاً عن الدرج الحجري ذي الشكل اللولبي والمسبح الواقع في مغارة الطابق السفلي. وتتميز كل غرفة في هذ المكان بفرادتها. والمفضل لدي هو جناح Oscar Wild.  

كنت للتو في جزر البهاما وأمضيت أكثر العطلات العائلية روعة. لقد قضينا وقتاً مميزاً وكان الطقس مثالياً. كذلك ذهبت إلى البيرو برفقة والدتي منذ سنوات مضت، وزرنا العديد من الأماكن في موطن نشأتها معاً. كانت رحلة خاصة جداً.

الكاميرا هي الشيء الوحيد الذي لا يمكننا السفر من دونه.

البيرو هي الوجهة التي أحب العودة إليها مراراً وتكراراً. إنها مكان يمكنني العيش فيه. أريد التواصل أكثر مع نصفي البيروفي. أتمنى أيضاً العيش في بارانكا، ليما لبعض الوقت وأن أبلغ مرحلة الاندماج مع المجتمع.  

أفضل ما أتذكره في ما يتعلق بالسفر في مرحلة طفولتي، القيادة في اتجاه منزل أهلي الصيفي كل يوم جمعة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. كنا نقود دراجاتنا الهوائية هناك، نذهب إلى الشاطئ القريب ونقضي الأيام ونحن نتجول حول الكثبان، كما كنا نشتري الأيس كريم على طريق العودة، أو كنا نتنزه في المرج، نقطف الورود ونزور المزرعة المجاورة للعب مع الحيوانات.

أثناء سفري أسعى إلى أن أكون صديقة للبيئة. لذا أحاول اختيار فنادق صديقة للبيئة، كذلك أذهب فقط إلى الأماكن حيث يمكنني العيش مع الالتزام بمفهوم الاستدامة قدر الإمكان. كما أنني أعيد تدوير الكثير من أشيائي وأشتري بعضها من سوق السلع المستعملة أو من متاجر التحف.

أفضل ذكريات السفر على الإطلاق هي تلك التي جمعتها في الصحراء المغربية حيث قمت بجلسة تصوير مع بيتير ليندبيرغ. وما زلت أتذكر ذلك الجهاز الذي كان يبث Night and Day لـ U2.

 "أحب التفكير بتلك التكوينات الصخرية المنحوتة الضخمة فيما تسبح حولها في مرحلة ما قبل التاريخ مخلوقات بحرية "