كاريمان أبو الجدايل: الوطن، حبّ بلا حدود

كاريمان أبو الجدايل: الوطن، حبّ بلا حدود

يعبّر سعوديون مقيمون في الخارج عن حبهم اللامحدود لبلدهم، عن حنينهم إليه، وعن طرق احتفائهم الدائم بثقافته وعاداته وتراثه لمناسبة اليوم الوطني السعودي
19 سبتمبر 23
Share

23 سبتمبر، هو يوم الوطن، يوم التعبير اللامحدود عن المشاعر الوطنية، يوم الوحدة، يوم الاحتفاء بالتراث، بالتاريخ، بالحاضر والسير بخطى ثابتة على طريق المستقبل. وفي اليوم الوطني السعودي نشعر بعمق الانتماء إلى هويتنا داخل حدودنا وخارجها، وهو ما نحرص على التعبير عنه على صفحاتنا. وهذا العام التقينا 3 سعوديين مقيمين في الخارج وتحدثنا إليهم عما يعنيه الانتماء إلى المملكة، عن قدرة الهوية السعودية على تحدي المسافات المادية، وعن طرق احتفالهم باليوم الوطني السعودي في أماكن بعيدة عن أرض الوطن.

كاريمان أبو الجدايل

مهندسة معمارية، مجذّفة وأول عداءة أولمبية سعودية

تجربة

كان على كاريمان السفر للمرة الأولى من أجل متابعة دراستها. لذا غادرت السعودية لتحصل لاحقاً على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة Northeastern في بوسطن، ماساشوستس. كما حازت درجة ماجستير ثانية في تاريخ الفن والعمارة في الشرق الأوسط الإسلامي من SOAS، جامعة لندن.

وإلى جانب نشاطها الأكاديمي، أبدت الشابة اهتماماً كبيراً بالرياضة، لذا، كان عليها السفر بشكل متكرر للمشاركة في المخيمات التدريبية والمنافسات. وانطلاقاً من هذا الشغف الرياضي، تمكنت من تدوين اسمها على صفحات التاريخ حين أصبحت أول سعودية تشارك في سباق الـ100 متر للسيدات خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تم تنظيمها في ريو دي جانيرو، البرازيل في العام 2016.

وبالحديث عن تجربتها، تقول اللاعبة الأولمبية: "أتاح لي العيش خارج حدود بلدي رؤية مختلفة للثقافة والقيم السعودية، وفهماً أكبر لمعانيها، كما دفعني إلى تعميق ارتباطي بها".

مفاهيم خاطئة

"أتعامل دائماً مع قرارات السفر باهتمام ودقة، سواء تعين عليّ مغادرة بلدي لغاية تعليمية أو تدريبية"، تقول كاريمان، لافتة إلى أنها تجري، قبل السفر، بحثاً لمعرفة تفاصيل مهمة عن وجهتها ومكان إقامتها. وتشير إلى أنها تبدي قدرتها على تجنب سوء الفهم المحيط بواقع السعودية وشعبها، مضيفة: "عندما أختار وجهتي ومكان إقامتي بدقة، أحرص على أن التقي أشخاصاً يتمتعون بمستوى من الوعي يمنحهم القدرة على رؤية الأمور بطريقة واضحة، وهو ما يحد من فرص تكوّن المفاهيم الخاطئة".

فخر الانتماء

تشعر كاريمان بالفخر كلما مثلت بلدها ورفعت علمه في المحافل العالمية، فهذا يُشعرها بأن سنوات التدريب أتت ثمارها. وهو ما تشير إليه بقولها: "يملؤني شرف تمثيل المملكة العربية السعودية في المنافسات الدولية، مثل الألعاب الأولمبية، بفرح غامر".

احتفال خارج الوطن

تعود كاريمان بالذاكرة إلى رحلة قامت بها برفقة عائلتها إلى نيويورك في اليوم الوطني السعودي. وخلال هذه الرحلة، قام أفراد طاقم الخطوط الجوية السعودية بتوزيع أوشحة خضراء على المسافرين احتفالاً بالمناسبة.

وتروي ما حدث بعد هذا قائلة: "بعد وصولنا إلى فندق Baccarat وتسجيل دخولنا إليه، رحب بنا الموظفون بحفاوة بالغة وقدموا لنا قطعاً من حلوى المكرون خضراء اللون مرتبة على شكل برج، على أطباق أنيقة مزينة برسوم أشجار النخيل والسيوف المتقاطعة".  

وتتابع أنها حرصت وعائلتها على إضافة لمسة من الأخضر إلى ملابسهم، وتصف أجواء الاحتفال بالقول: "كان الجو مليئاً بالفرح إذ أراد الجميع الاحتفال معنا. رائع أن ترى أن بعض اللمسات البسيطة تجعل هذا اليوم مميزاً جداً".

عبرة

"أتاح لي السفر حول العالم فرصة التعرف على أنماط السلوكيات البشرية المتنوعة"، تقول كاريمان التي باتت ترى الآن أن الاختلافات بين الناس ليست كبيرة كما كانت تعتقد في السابق. وتؤكد أن بناء الجسور بين أشخاص ينتمون إلى خلفيات مختلفة ليس أمراً صعباً، وخصوصاً في حال تم الاسترشاد في هذا السياق بمبادئ الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة. 

@thekariman