نادي R7 للجري: الاحتفال جارٍ

نادي R7 للجري: الاحتفال جارٍ

هكذا يعبّر أعضاء نادي R7 للجري عن انتمائهم إلى الوطن في اليوم الوطني السعودي
19 سبتمبر 23
Saudi National Day R7 Run Club
Share

يُسمع صوت المنبه عند الرابعة صباحاً.

ينتعل أعضاء نادي R7 للجري، R7 Run Club، أحذيتهم ويجرون استعداداتهم قبل خروجهم إلى شارع اليقظة مع شروق الشمس، لممارسة الركض اليومي. لا شكّ في أن تحسين المهارات، بناء الروابط وتعميق الفهم لمدينتهم هي من الأسباب التي تدفع هؤلاء الأعضاء إلى أن ينطلقوا في وقت مبكر وأن يسبقوا معظمنا إلى ملاقاة ضوء النهار.

وهذا الشهر، رفع عدّاؤو R7 – الذين يجمعهم حبهم للركض وللوطن – شعورهم بالانتماء وحسهم الوطني إلى مستوى آخر، وذلك من خلال السعي إلى إحياء اليوم الوطني السعودي بأفضل الطرق. وها هم يرتدون ملابسهم ذات الألوان النابضة بالحياة ويركضون للاحتفال بالوطن.   

في الواقع، بدأت قصة R7 في العام 2018، علماً أن هذا النادي يجمع العدائين المبتدئين وأولئك الذين يتمتعون بالخبرة في بيئة توفر الرعاية والدعم الدائمين. وينضم إلى هذه المجموعة محبو الركض الذين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، يمتلكون قدرات متفاوتة، ويرتبطون بخلفيات متنوعة، وهو ما يعزز فرص الصداقة والتفاهم المتبادل بينهم. ومع اتساع نشاط النادي، تأتي الفعاليات التي تنظم سنوياً لتجعله أكثر جذباً لمحبي الرياضة والمرح، ومن أبرزها سباق اليوم الوطني السعودي.

 "انطلق النادي من مفهوم بسيط مفاده أنّ حبك لشيء ما سيدفعك إلى استخدامه في كل ما يحظى باهتمامك"، تقول عهود قدور، العضو في فريق الإدارة والمتطوعة بدوام جزئي، مضيفة: "يمكن الاحتفال باليوم الوطني السعودي بأشكال مختلفة. وهكذا يجعل أعضاء النادي دائماً الركض جزءًا من أي حدث، لأنهم يرون أن هذا يشكل الهدية الأفضل التي يمكنهم تقديمها لبلدهم".  

 بدأ التحضير لسباق اليوم الوطني بمشاركة 15 شخصاً، ثم ما لبث العدد أن وصل إلى 150 متحمساً. وتتحدث عهود في هذا الإطار عن الاستعدادات التي يتم إجراؤها وعن الأسباب التي تدفع عدائي النادي إلى المشاركة في هذا الحدث السنوي، فتقول: "تدفعنا إلى ذلك عوامل عدة. أولها حبنا للركض. فنحن نستمتع بخوض هذا التحدي ونشعر بفرح الإنجاز عند انتهاء السباق. وثانيهما هو حبنا لوطننا. فنحن نفخر بأن نكون جزءاً من الثقافة السعودية الغنية ونريد الاحتفال بإرث بلدنا. أما ثالث هذه العوامل فهو الإحساس الجماعي الذي ينمو لدينا في أثناء الركض. فنحن نفرح في هذه الحالة لأننا نشكل جزءاً من مجموعة يسعى أفرادها إلى تحقيق أهداف مشتركة".

وتروي قدور كيف انطلق عداؤو R7 في الثالثة من صباح يوم الاحتفال بالعيد السعودي الـ89 للمشاركة في ماراثون أقيم في الرياض. وقد شهد الحدث حينها مشاركة عدّائين من العالم، وسلط الضوء على الشعور بالوحدة الذي يشيعه النادي. ولم يكن هذا الأمر ممكن التحقيق بمعزل عن الجهود التي بذلت والدعم الذي تم تقديمه في هذا السياق على حد قولها.

 وإذ تصف فوائد الركض تتابع: "الركض هو ما نتنفسه. فهو يُشعرنا بالحرية، بأننا على قيد الحياة، بالفرح، بالقوة، النشاط، والعافية. هو في الواقع طريقة للتواصل مع الطبيعة والذات"، مضيفة: "لقد عززت إضافة الركض إلى فعاليات اليوم الوطني وحدتنا وارتباطنا بالمملكة وثقافتها، بل إنها  فتحت أبواب مجتمعنا المميز أمام مجموعة متنوعة من الناس".

وتشير عهود إلى أن السباق السنوي بات يرمز إلى شباب المملكة كما إلى حبهم العميق لبلدهم وارتباطهم به. وتختتم حديثها بالقول: "في R7 نتشارك الفرح من خلال الركض".

بالفعل، شكل هذا النادي مساحة خاصة للّقاء كل صباح وكل مساء. وفي إطاره يتدرب العداؤون لساعات ويظهرون التفاني، كما يتبادلون التشجيع ويسعون إلى أن يصبحوا جزءاً من الأحداث الكبرى. وهكذا يحتفون معاً بالانتصارات بدلاً من التنافس. إنه ناد للعائلة والأصدقاء حيث تبنى العلاقات الحقيقية بعيداً عن أهداف المشاريع التجارية.    

وعندما تغرب شمس اليوم الوطني السعودي، لن يحتفي أعضاء نادي R7 بإنجازاتهم كعدائين فحسب، بل أيضاً بالانتماء إلى وطنهم وحبهم له. فبالنسبة إليهم لم يعد الركض مجرد نشاط بدني، بل وسيلة للتواصل مع البلد ومع الآخرين. إنها رحلة حب، فخر وصداقات دائمة. 

  @r7runclub