بانكوك: هدوء وصخب في مدينة واحدة

بانكوك: هدوء وصخب في مدينة واحدة

هل تزور عاصمة تايلاند المفعمة بالحيوية للمرة الأولى؟ إذاً لا بد من أن يشمل برنامج رحلتك كل الخيارات، من المعابد الهادئة، إلى الأسواق العائمة الصاخبة، فالمطاعم الحائزة على نجمة ميشلان والمشهد الراقص المدرج على لائحة اليونيسكو وأكثر
24 أكتوبر 23
Floating Market Bangkok
Share

تُعرف بانكوك وسط أهلها بأنها "مدينة الحياة"، وقد يعتقد من يزورها للمرة الأولى أنها مدينة الفوضى، إذ يشعر الزائر الجديد، في البدء، ببعض الارتباك أمام مشهدها الصاخب: تجمع عربات التوك توك، سيارات التاكسي متعددة الألوان، حركة السير الكثيفة، عربات الباعة المتجولين ولافتات أماكن السهر المضاءة.

لكن مع مرور الوقت سيعرف هذا الزائر أن هذه العناصر تشكل سحر العاصمة التايلاندية. فهي تشبه منزل ذلك الصديق الذي يشرع أبوابه دائماً للضيوف. واللافت أنها تقدم لهؤلاء خيارات تناسب كل الميزانيات، وكل الأذواق. فهي أيضاً مدينة المقاهي العصرية وفنادق البوتيك المميزة التي تعكس واقع المجتمع المحلي، فنه، ثقافته، وكثيراً من جواهره الخفية. فإذا بدأت تشعر بالفضول والرغبة في زيارة بانكوك، نقدم لك 8 اقتراحات مفيدة جداً.

طعام الشارع المعروف عالمياً

قد تبدو الحياة في بانكوك غير مألوفة بالنسبة إلى من يزورها للمرة الأولى. لكن هذا لا ينطبق على عناصر المطبخ التايلاندي الذي تقدمه المدينة. فبعضنا يعرف تماماً مذاق حلوى المانغا والأرز مثلاً. لذا، لا بد من سلوك طريق Maha Chai للوصول إلى حي Samran Rat التاريخي حيث لا يبدو الهواء مثقلاً بذرات الرطوبة فحسب، بل بروائح التوابل المحلية، الأعشاب العطرية واللحوم أيضاً. وهنا لا بد من الإشارة إلى المطعمين الشهيرين: Jay Fai وThipsamai. فقد حصل الأول على نجمة ميشلان في العام 2018، إذ يقدم أطباق الووك الرائعة مثل عجة الروبيان وباد كي ماو. أما الثاني فيشتهر بتقديم طبق باد تاي منذ العام 1966. لا شكّ في أن لمسات كثيرة أضيفت إلى الوصفة منذ ذلك الحين.

روعة المعبد البوذي

تضم بانكوك عدداً كبيراً من المعابد التاريخية التي تنتشر في أنحائها. فإذا أردت زيارتها، لا بد لك من أن تنطلق من Wat Pho. وهو يشغل مساحة 80.000 متر مربع، ويكتسب أهمية كبرى لأسباب عدة، منها أنه ليس منزلاً لأكبر تماثيل بوذا المستلقي في المدينة فحسب، بل لمجموعة من صوره التي تعد الأكبر في تايلاند أيضاً. كذلك يُعدّ Wat Pho المركز التعليمي الأول في البلاد، علماً أنه يضم مدرسة للتدليك على الطريقة التايلاندية. أما معبد Wat Arun فيُشتهر بجمال هندسته المعمارية، فهنا تم بناء البرج الذي يبلغ ارتفاعه نحو 104 أمتار على الطراز الخميري. وقد استخدمت لهذه الغاية قطع من الخزف تعكس أشعة الشمس مشكلة مشهداً لا مثيل له.

جولة في المقر الملكي السابق

كان هذا القصر مقراً للأسرة الملكية التايلاندية، وهو يضم اليوم كثيراً من الكنوز الثقافية والمعمارية. ويشكل هذا الصرح راهناً مساحة للاحتفالات، علماً أنه يتم فتح أبواب العديد من أقسامه أمام الجمهور. ويمكن الإشارة هنا إلى قاعة العرش Chakri Maha Prasat مثلاً، وفيها تجتمع أساليب الهندسة المعمارية التايلاندية التقليدية وتلك الأوروبية العائدة إلى القرن الـ19. فاحرص على زيارة المكان في أحد أيام الأسبوع لتتمكن من مشاهدة مجموعة الأسلحة القديمة المعروضة في أروقة المبنى على امتداد واجهته. وهنا لا بد لك أيضاً من أن تقصد Wat Phra Kaew الذي يُعرف باسم "معبد بوذا الزمردي" والذي يُعتبر أحد أبرز معابد البلاد، وقد أطلق عليه اسم تمثال لبوذا المتأمل تم صنعه من حجر اليشم النفيس.  

السوق الليلي

إذا كنت من محبي الرياضة، اعلم أنه يمكنك ممارستها في أسواق بانكوك الليلية. وهناك لا يسعك إلا المساومة لشراء مختلف السلع، من التذكارات، إلى القطع المقلدة، فالقمصان رخيصة الثمن وخلطات الأعشاب وغيرها. إذاً اقصد سوق Chatuchak الذي يقام في عطلة نهاية الأسبوع ويضم عدداً كبيراً من الأكشاك يصل إلى أكثر من 15000. كذلك يمكنك زيارة سوق ChangChui لتصبح جزءًا من مشهد يتشكل من المتاجر والجدران المغطاة برسوم الغرافيتي وأكشاك طعام الشارع وقاعة السينما. واللافت أن كل أحداث هذا السوق الذي يشغل مساحة 290.000 متر مربع تدور حول طائرة خارج الخدمة. وإذا شعرت بالفضول وأردت اختبار تجربة التسوق في مساحة تقع على بعد مسافة قصيرة عن سكة القطار كما يفعل بعض المؤثرين على إنستغرام، فليس عليك سوى التوجه إلى سوق سكة حديد Maeklong (خطط لهذا مسبقاً لتتمكن من اختيار الموقع الأمثل حيث يمكنك التقاط صورة للقطار المتحرك).

سحر السوق العائم الأصيل

لا يمكنك زيارة بانكوك من دون الذهاب إلى إحدى أسواقها العائمة التي تلبي كثيراً من حاجات سكان المدينة. هنا، ستعيش أجواء مفعمة بالحيوية، بالألوان، وربما بالفوضى. أما إذا كنت تزور المدينة للمرة الأولى، فلا بد لك من أن تختبر تجربة شراء النودلز أو آيس كريم جوز الهند من أحد القوارب العابرة. وفي حال كنت من متابعي جيمس بوند، فاعلم أن عليك زيارة حي Damnoen Saduak. فهناك، في السوق العائم، تم تصوير مشاهد من فيلم الجاسوس الشهير،The Man with the Golden Gun، في العام 1974. وثمة أسواق أخرى عائمة منها Amphawa وTaling Chan حيث يمكن شراء بعض السلع المميزة. وإذا قررت أن تلقي نظرة على حياة مجتمعات قناة بانكوك، فاحرص على أن تحجز مكاناً لك في منزلBaan Silapin الذي يعرف أيضاً باسم "بيت الفنان" وحيث يقام عرض دمى تقليدي، خلال ستة أيام أسبوعياً منذ نحو 200 عام.     

جولة في المراكز التجارية الكبرى

تضم العاصمة التايلاندية إذاً عدداً كبيراً من الأسواق. لكنها تعتبر أيضاً موطناً لعدد من المراكز التجارية الضخمة التي تحول التسوق إلى متعة لا حدود لها. وبحسب الوجهة التي تختارها، يمكنك الاستمتاع بالتسوق من متاجر العلامات الكبرى أو المحلية، أو من المحال ذات المفاهيم الخاصة. كما يمكنك التوجه إلى أحد المطاعم الراقية، دور السينما وأكثر. وإذا كنت من عشاق الفخامة، ننصحك بالقيام بجولة في أحد المراكز التجارية الكبرى، مثل Siam Paragon، Central Embassy

و ICONSIAM (يضم أكبر متاجر Hermès في المدينة التايلاندية). أما مركز Eight Thonglor التجاري، فيناسب من يبحثون عن تجربة تسوق أكثر هدوءًا، وهو يقع في حي Sukhumvit، وهناك يمكن شراء النظارات الشمسية الأنيقة، العطور وبعض المقتنيات القديمة.    

على متن قارب Chao Phraya

يصب نهر Chao Phraya في خليج تايلاند، وهو يتدفق وسط القصور المزخرفة بالذهب والأكواخ المتواضعة، ويمثل جزءًا لا يتجزأ من حياة البلاد الاقتصادية ومن نسيجها الثقافي. ولا عجب في أن يشكل التنزه على متن قارب يجوب هذا النهر عامل جذب لكثير من السياح. ولهذه الغاية يجب انتظار أحد القوارب التي تتنقل ذهاباً وإياباً انطلاقاً من 11 رصيفاً، علماً أن مسارها المسائي يشمل منطقة Asiatique الترفيهية. ولا توفر هذه الوجهة فرصة الاستمتاع بإطلالات مذهلة على منطقة معبد Wat Arun فحسب، بل إنها تؤمن الوصول إلى سوق الأزهارPak Khlong Talat الذي يمكن زيارته على مدار الساعة أيضاً.

عرض راقص على لائحة اليونيسكو

كان مسرح Sala Chalermkrung الملكي في السابق مكاناً لعرض الأفلام، وهو يشكل اليوم مساحة لا بد من زيارتها من أجل مشاهدة عرض Khon الذي تم إدراجه على لائحة التراث الثقافي غير المادي التابع لمنظمة اليونيسكو في العام 2018. ويجمع العمل عناصر موسيقية، صوتية، أدبية، راقصة، طقوسية وحرفية. ويمكن وصفه بأنه جميل ودرامي، علماً أن بطله هو فيشنو الذي يحقق العدالة في العالم. وفي هذا الإطار يجتمع 100 راقص ومغنّ يرتدون الأزياء ويضعون الأقنعة متعددة الألوان، ويرافق أداءهم عزف موسيقى أوركسترا Piphat التقليدية، ما يشكل تجربة ثقافية أصيلة يمكن الزائر اختبارها في بانكوك.