عيد الأمس وعيد اليوم

عيد الأمس وعيد اليوم

فنانون سعوديون يتحدثون عن ذكريات العيد بالأمس وعن العادات التي يتبعونها في أيام العيد اليوم
15 أبريل 23
Share

العنود الحجيلان.. رائدة أعمال، صانعةُ محتوًى تعليميّ، وأُمٌّ لطِفلين، تُشارِكُنا أفكارَها بشأن الاحتفال بالعِيد في جُدّةَ.. مِن العادات التي يُحِبُّها الجميع، إلى قضاء الوقت مع العائلة. 

ذكريات طفولتي في أيام العيد؟

أتذكّر أنني كنت أستيقظ مع إخوتي، وأرتدي ملابسي، ثمّ ألتقي كلَّ أفراد العائلة، وأتمنّى للجميع عيدًا سعيدًا. أتذكّر أيضاً: أننا كنّا نقوم بزيارة أفراد العائلة الآخَرين في منازلهم، ونَحصُل على الحلوى والعِيديّة من الكِبَار. كان العيدُ مناسَبة رائعة للتواصل، وتعميق الروابط الأسرية.

في الواقع؛ من عادات العيد التي ترتبط بزمن طفولتي، وما زِلْتُ أتَّبِعها، وأتمنى أن يتّبِعُها ولَدايَ: الزيارات العائلية؛ فالعِيد يَعني: قضاءَ الوقت مع الأشخاص الذين نُحِبّهم - وخاصةً كبار السن. وثمّة عادةٌ أخرى أقدِّرُها إلى حدّ كبير؛ وهي: الصلاة، ثم تناول الفطور مع الجميع.

أكثرُ ما أتطلّع إليه في ما يتعلّقُ بالعيد؛ هو: الاحتفاء به برِفقة طِفلَيّ، والاستمتاعُ بالفرح، والحماس اللذَين يَظهران في أَعيُنِهما. ونحن نقوم، مع حلول أيامه، بتزيين المنزل بالأضواء، كما نُحضّر بعضَ الهدايا في الليلة السابقة، ونَحرص على أن يحصلَ الأطفال على ملابس جديدة، وهو ما يَجعلهم يشعرون بالطبيعة الاحتفالية للعيد. ولا بدّ مِن أنْ أذكُرَ أيضاً أنّ "العيسائي للأطفال"؛ هو مَتجرٌ رائعٌ لشراء ملابس العيد. 

وللحديث عن استعداداتي الشخصية، أشير إلى أنني أقوم بالعناية بأظافري في الليلة السابقة، وفي هذا الصدد، أقدّم لكلّ من ترغب في الاهتمام بنفسها قبل العيد هذه النصائح: احجزي مواعيد العناية بالشعر والأظافر مسْبقًا، ففي أيام العيد، والأيام التي تسبِقها مباشرة؛ قد يتعيّن عليكِ القيام بأمور أخرى. كذلك، إذا أردتِ طلبَ شيء ما في اللحظة الأخيرة؛ فتأكّدي أن التطبيقات هي أفضل الطرق لذلك.

لأن العيد يعني العائلة؛ فأنا أبقَى عادة في جُدّةَ، لكي أحتفِي به برفقة أحبّائي. في الحقيقة، يبقى معظمُ أفراد عائلتي هنا للغاية نفسِها، وهكذا يُصبح بإمكاننا قضاء الإجازة معاً. ويبدأ يومُنا بالصلاة، ثم الخطبة، وأخيراً الفطور. لا شكّ في أنك تحبُّ تناوُل هذه الوجبة في أيام العيد بعد انقضاء شهر الصوم.

ومن أفضل الأماكن التي أُحِبّ الذهاب إليها للاستمتاع بالفطور الأول بعد رمضان؛ أذكر: "سكر الندى" Sucre de Nada و Ms. Mô.

بعد هذا، نعود إلى المنزل للقاء العائلة، والخلود إلى الراحة. وبعد صلاة العصر، نقوم بزيارة أفراد آخَرين من العائلة، لنتمنّى لهم عيدًا سعيدًا، وينتهي بنا المطاف في منزل أهلِ زوجي، حيث نتناولُ العشاء، ونستمتعَ مع الأطفال. وهناك، نفتحُ هدايانا، ونقدّم للصغارِ عيدياتهم.

أعتقد أنه من المهمّ أن يتعرف الأطفال على تراثهم، وأن يقدّروه. ومن خلال Dreamrock، ومشاريعَ أخرى ذاتِ صلة، نُركز على أن تكون موسيقانا ورسومُنا المتحركة - على مستوى الصوت، والشكل، مَحلّية الطابع؛ من ملابسِ الشخصيات، إلى الخلفية، والديكور.

تُجِيدُ وسائلُ الإعلام الغربية إظهارَ المناسبات الدينية والثقافية التي يتمّ الاحتفاءُ بها في مجتمعاتها بطريقة احتفالية، ما يُكَوّن وجهاتِ النظر لدى الأطفال في هذا الشأن. واستنادًا إلى المقاربة نفسها، اِبتكَرْنا رسوماً متحركة، وموسيقى خاصّة بالعيد، لكي نُرسّخ حُبَّه في نفوس أطفالنا.   

أعتقد أن الناس باتوا يحتفلُون مؤخّراً بالعيد بشكل أفضل. فكثيرٌ من العائلات، أيْقَنت أهمّية جَعْل أطفالها يُحِبّون هذا اليومَ الخاصَّ، ويُقدِّرونه. ومع مرور الوقت، أشعرُ بأنّ مَشهدَ العيد سيُصبحُ أكثرَ إبداعاً، واحتواءً للأفكار الاحتِفالية في المملكة.   

راشد الشاشاي، الفنان الذي وَقّع تركيبَ هرم العُلا الأيقونيّ، ومَمرِّه الورديّ المُذهل، يشارِكنا أفكارَه، ويتحدّث عن: العيد، العائلة، والمنزل.

ترتبط أُولى ذكرياتي في العيد، بمرحلةِ طفولتي ونشأتي في قرية صغيرة في الباحة. أتذكَّر يومَها أننا كنّا نؤدّي صلاةَ العيد في مسجد صغير، قبل أن نقومَ بزيارة المنازل لنَحصلَ على الهدايا والحلويات. وكانت جولتُنا تبدأ من المنازلِ الأكثرِ قُرباً من المسجد، كنا ننتشر في كل الاتجاهات، وُصولًا إلى آخر منزل في القرية. فالعِيد ليس مناسَبة للاحتفال فحسبُ، بل هو أيضاً وقتٌ للمتعة، والتواصُلِ، وتخزينِ الذكريات.

في العيد؛ يذهبُ أفراد عائلتي والمقرَّبون عادةً، إلى الاستراحة، وهو مكانٌ نستأجره لهذا اليوم. وهناك نُحَضِّرُ الطعام، ونُلاعِبُ الأطفالَ، ونتبادلُ الهدايا.

أرى أن هذه التقاليدَ والعاداتِ لن تتغيّر يوماً. وبعد كلّ هذه السنوات، ما زال مكانُ والدي مَلاذًا بالنسبة إليّ، وآمُل أن أتمكّنَ يوماً من إعادة بثّ المشاعر نفسِها، وتعزيز التواصُلِ بين أفراد الأسرة.  

من المُهمّ الحصولُ على أساسيات العيد، مثل الملابس الجديدة، الهدايا، والحلويات. وفي كلّ عام، ومع اقتراب أيّامه؛ أتطلّعُ إلى كل تلك العادات الصغيرة، أي أن أكون مقرَّبًا من الأشخاص الذين أحِبّ، لأنّ هذا يُشعِرُني بالسعادة. إنّه لَشُعورٌ رائع جدًّا بالنسبة إليّ.

أنتقلُ عادة إلى مكّة مِن أجْل إحياء العيد. فسواء كنتُ في الرياض، أو في جُدَّةَ، تَراني أسافر لتمضية أيامه مع عائلتي.

أما طبقُ العيد المفضّل لديّ فهو الخبز الذي تصنعُه والدتي في المنزل. وهو يعود بأصوله إلى جنوب المملكة، علمًا أنّ أمّي تضيف دقيق الذرة إلى وصفتها؛ فهذا يجعل الخبز مقرمِشاً، ويَمنحُه نكهة مميّزة، علماً أنه يتم تقديمُه عادة مع السّمن المحليّ والعسل، ما يشكلُ مادّة لذكرياتٍ لا تُنسى.

أعتقدُ أن ثقافتي وتقاليدي أثّرت إلى حدّ كبير في وُجهة نظري على المستوى الفنيّ. فمعظم أعمالي ترتبط بالضوء بطريقة أو بأخرى، وهي تشبه الألعاب النارية التي يتم إطلاقها في العيد. وأنا أترجمُ الضوء إلى فرح، وهو ما أراه بنفسي من خلال تفاعل الناس مع أعمالي.

شهِدَتْ تجربتي في العيد تَحوُّلاً مع مرور الوقت. فمَع العيش في مدينة كبيرة مثل جُدّة أو الرياض؛ باتت احتفالات العيد تختلفُ باختلاف أنماط حياتنا المعاصرة. وفيما كان الناس سابقاً يَحرِصُون على جَعْلِه أكثرَ دِفئًا، على تَمْضيَة أيامه برفقة العائلة، أصبح العيد اليومَ أكثرَ من احتفاليّة عامة، لكنه ما زال جميلاً بأجوائه الخاصة، الأمر الذي تعزّزه المبادرات التي تتقدم بها حكومتُنا، والجهود التي تبذلها. 

وأنصحُ الراغبين بتمضِيَة أيام العيد في مكّةَ بزيارة المسجد الحرام. لا يمكنُ وصْفُ الأجواء التي تفرِضُها صلاة العيد هناك. فالناس يأتون إلى المدينة من كلّ النواحي، ويرتدي كثر منهُم الملابس الجديدة، ويَعُمّ الهدوء، ويسودُ الامتنان، وتَعمُر الصلاة... إنه شعور رائع حقًّا.

بدوره يشاركنا تي أم فيصل TMFaisal، اللاعب الإلكتروني السعودي الشهير، الـ YouTuber وصانع المحتوى، الكثير من ذكرياته في أيام العيد وبرنامج سفره هذا العام.

الألعاب النارية هي أكثر ما أتذكره كلّما تحدثت عن العيد في زمن طفولتي. بل هي أكثر ما أتذكره بوضوح من تلك المرحلة، علماً أنني ما زلت أتطلع إلى مشاهدة عرض مبهر مماثل كل عام. فاحتفالات العيد لا تكتمل من دون ذلك. 

وثمّة ومضات أخرى من ذلك الزمن لا أنساها، منها لحظة حصولي على العيدية من جدي الراحل. كان يعطينا ريالاً، خمسة، أو 10 ريالات في أيام العيد، وكان ذلك يعدّ الهدية الأفضل بالنسبة إلينا، وكنا نبدي اعتراضنا إذا أغفلها! وبعد وفاته، حرصت على اتباع هذا التقليد من خلال إعطاء العيدية لأفراد أسرتي، وآمل أن يحافظ عليه في المستقبل أولادي وأحفادي.

أبدأ الاستعداد للعيد راهناً، قبل حلول شهر رمضان، باتباع حمية غذائية. وفي نهاية الشهر الكريم، أقوم بالتسوّق، وأتفقد التوصيلات لأعرف أن كل شيء يسير على ما يرام. كذلك أحضر الهدايا لكل أفراد العائلة، وهي تشمل العيدية والحلويات التي توضع في صناديق صغيرة.

بالنسبة إلي، يكمن معنى العيد في البقاء برفقة أفراد العائلة. ففي هذه المناسبة، نجتمع في منزل جدتي في مكة، ونلتقي كل الأقرباء الذين يأتون من مدن أخرى مرة واحدة في السنة. نستهل يومنا بصلاة العيد. وبعدها، نعود إلى المنزل لتناول وجبة الفطور معاً. وفي أيام العيد، غالباً ما نأكل الكبدة. كذلك نحتفل بالمناسبة عن طريق الرقص والغناء، وهو ما يجعلني فعلاً أشعر بالفرح. أما في فترة الظهيرة، فننام ونستيقظ في وقت متأخر ليلاً. وفي اليوم الثاني، نشارك في الاحتفالات العامة، من مكة المكرمة إلى كورنيش جدة.  

هذا العام، سيكون العيد مختلفاً. سأمضيه في اليابان، هو ليس بلداً مسلماً، لذا أشعر بالفضول، وأتوق إلى أن أعرف كيف يمضي المسلمون هناك أيامه. فأنا أخطط للقاء جاليات مسلمة لأرى كيف يحتفل أبناؤها بعيد الفطر.

أعمل YouTuber وصانع محتوى. وخلال شهر رمضان، أحرص على نشر فيديوهات تتناول مواضيع ذات صلة، وأضيف بعض التفاصيل إلى الخلفية مثل الفوانيس.

النصيحة التي أقدمها إلى الجميع هي أن يستمتعوا بالعيد حتى النهاية. فهو يحلّ مرتين في السنة فقط، لذا يجب اقتناص الفرصة والاحتفال بسعادة وفرح. وما يزيد أيام العيد ألقاً، أن ثمة الكثير من الفعاليات التي تقام في السعودية، والعديد من الأماكن التي تم افتتاحها مؤخراً، وهو ما يوفّر مجموعة متنوعة من الخيارات الممتعة المتاحة للجميع. وإلى جانب بعض المناطق التي أفضلها مثل البلد وكورنيش جدة، أدعو الزوار إلى استكشاف مناطق أخرى ومنها جدة آرت بروميناد، بينالي الفنون الإسلامية ومنطقة مارينا لليخوت. فلا تبقَ في المنزل، بل حاول الابتعاد قدر استطاعتك عن روتينك اليومي، انطلق فوراً ولا تفوّت الاحتفال.