نوفا الرياض: مُنتجعٌ فريد لِأجمل ما في العِيد

نوفا الرياض: مُنتجعٌ فريد لِأجمل ما في العِيد

16 أبريل 23
Share

هنا، في هذه الواحة الخضراء الفاخرة، يمكنك الاستمتاعُ برِحلات السفاري، ومجموعةٍ فريدةٍ من النشاطات، تُنْسِيك أجواءَ الصّخب والإزعاج، وتأخُذك إلى عالَم مليء بالمتعة والمرح وراحةِ الأعصاب... إنها مكانُ إقامةٍ سعيد، لا يُنسَى في العِيد..

إذا كنتَ تتُوقُ إلى خوض تجربةِ السفاري الأفريقي هذا العيد، لكنّك لا ترغب في القيام برحلة إلى مكان بعيد، أو القيادةِ على طرُق ترابيّة وعِرة، أو اختبارِ الشعور بالخوف مِنْ أن يَلتهِمَك أسدٌ جائع؛ فإننا نُقدّم لك الحلَّ السهلَ والمُثيرَ للحماس... نتحدث هنا عن "نوفا Nofa الرياض"، أحدِ مُنتجَعات راديسون كولكشن Radisson Collection.

عادةً ما يَتوجّه إلى هذا المكان الفاخر - الذي يَقعُ على بُعد 100 كلم غربيَّ العاصمة الرياض -؛ كلُّ مَن يرغبُ في قضاء عطلة نهاية أسبوع مميّزة، علمًا بأنّ مالِكِيه استوحَوْا مفهومَ السفاري من زياراتٍ قاموا بها إلى حدائق سفاري راقيةٍ في أفريقيا. وفي عام 2018م، تمّ تحويلُ "نوفا Nofa"، إلى مشروعٍ تجاريّ بالشراكة مع راديسون كولكشن Radisson Collection، إلا أنه حافَظ على أجوائه الأفريقية التي تَظهر من خلال أكواخه (بنغل) وفيلاته، (البَنْغَل: منزلٌ صغيرٌ أو كوخٌ من طابَق واحد، أو له طابَق ثانٍ مَبنيٌّ في سقف مائل، وله عادةً نوافذُ ناتئة، وقد تكون مُحاطةً بشرفات واسعة)، فضلًا عن المساحة المشتركة المُصمَّمة على طرازِ مَنازلِ القَشّ في كينيا، وتنزانيا، وزيمبابوي.

ويوفّر المكانُ كلَّ المميّزات التي يُمكن تَوقُّعُها من خلال خَوض تجربةٍ تتراوح كُلفتُها بين 2500 و 15000 ريال سعودي لليلة الواحدة.    

انطلقتُ من وسط الرياض، ولم تَستغرقْ رحلتي إلى "نوفا Nofa" أكثرَ من ساعة واحدة. وهكذا عَبَرْتُ مَضِيقًا غيرَ طبيعيّ في جبل طُوَيق، ووصَلتُ إلى المكان مباشرةً، بعد انطلاقي على الخط السريع.

تُفتَح البوابات الكبيرة ببُطء، فأقود السيارة إلى الأمام وسْط أكبرِ مساحةٍ رأيتُها يومًا، من العُشب المَزروع - نحو 500 متر مربع من السُّجّاد الأخضر، على جانبَي الطريق-. أقودُ أيضًا لِمسافةِ كيلومِترين قبلَ أنْ أصِلَ إلى مِساحةٍ مفتوحةٍ تَظهَرُ فيها حيواناتُ حِمارِ الوحش، والزرافات، والفِيَلة، والجواميس. كما أَرى النَّعام يتجوَّل مَزْهُوًّا بنفسه، وتَقع عينايَ على نوعٍ من فَصِيلةِ القِطط، قد يكونُ فَهْدًا.     

ثم أكمل قيادتي، وأَصِلُ إلى بوابة ثانية مُزيّنة بأنيابِ فِيل مَنحوتةٍ ضخمة. وتؤدّي هذه البوابة إلى المنطقة السكنية في "نوفا Nofa"، حيث يُدهِشُني مَنظرُ الزهور، والشجيرات، والأشجار. وأُلاحِظ أنّ مكتبَ الاستقبال، وقاعةَ الجلوس المُجاورةَ له يشكِّلانِ جزءًا مِن المَشهد الأفريقيّ السائدِ في المكان، كما أنّهما يَحتويانِ على بعضِ التُّحَف المُنسَّقة، التي تُذَكِّرُ بأجواءِ مرحلة الاستعمار البريطانيّ قديمًا. ويُمكنني أنْ أذْكر بعض التفاصيل؛ مثل: الكراسي المُنجَّدةِ بجِلد التمساح والحِمار الوحشيّ، وحصائرَ من جِلد البقر، إلى جانب منحوتاتٍ على أشكال حيوانات... كلّ هذا جميلٌ، ومُثِير للإعجاب.    

أخَذ موظفُ موقفِ السياراتِ سيارتي، وها أنا أنتقِل إلى "بنغلي" على مَتن عربة كهربائية صغيرة، وهي وسيلةُ نقلٍ أساسية في "نوفا Nofa". أعتقد أنّ مِساحتها لا تقلّ عن 25 مترًا مربعًا، يَكفي أنْ تتصِلَ في أيّ ساعةٍ من ليلٍ أو نهار، لِتَصِلَ إلى مكان إقامتك فورًا.

يتميّز "البَنغل" الذي يتكوّن من غرفة نوم واحدة، بطابَع ريفيّ خالص راقٍ، مع سرير كبير وُضِع تحتَ مَظلّة نُسجت من القطن الأبيض، وسقفٍ مصنوعٍ منَ القَشّ، تَدعَمُه جذوعُ أشجارٍ مُتشابكة، وحمّامٍ واسع، ومجموعةٍ من اللوحات والمنحوتات ذاتِ الطابع الأفريقيّ. وفي الخارج تبدو حديقةٌ ذاتُ أسوارٍ مصنوعةٍ من الخيزران، رائعة للغاية، وهي تضم مِساحةً صغيرة لتناول الطعام، فيها كثيرٌ من أشجار البوغنفيليا، التي لا تتوقفُ عن التسلّق، وحَوضُ سباحة طوليُّ الشكل.

في الدقائق القليلة التي تلتْ وصولي إلى "البنغل"، غَمرتني المياه الزرقاء الباردة. وتحت شمس الظهيرة الهادئة، وسط المحيط الأخضر، وأصوات العصافير الناعمة؛ يبدو كأنّ الغابة الخرسانية في الرياض تقع على بُعد مليون ميل.

هذه الراحة، وهذا الرُّقِيُّ شعرتُ بهما فورَ وصولي، إلا أنّ هناك مستوًى أولَ أكثرَ فخامةً، منهما، حيث يُمكنك الإقامةُ في فيلا فخمةٍ تضمّ غرفة جلوس، وأثاثًا مِن طِراز عتيق، وتراسًا خارجيًّا، معَ مَقاعدَ مُريحةٍ، وحديقةٍ أكثرَ اتّساعًا، فضلًا عن حَوض سباحةٍ موجودٍ في كلّ بيتٍ من بيوت الضيافة. وتأتي على رأس القائمة: الفيلات الملكية التي تضم غرفتَيْ نومٍ، مع مَطبخ خاصّ، وغرفةَ ملابسٍ، وحمّامًا مع جاكوزي، وحوضَ أسماكٍ ذهبية، وحديقةً تصِلُ مِساحتُها إلى 510 أمتار مربعةٍ. 

لا شكّ أنّ كلّ هذا يحتاج إلى كثيرٍ من الماء. ولِحُسن الحظ؛ فإنّ هذا المكانَ يقعُ فوق طبقة من المِياه الجوفيةِ الطبيعية، كما يَتمُّ تزويدُه بمياه الصُّنبور التي يَتم جلْبُها من الرياض. 

والآنَ، وقد حلّ المساء؛ ها أنا أقومُ بجولةٍ في المنتجع، على متن إحدى العربات. وبدأتُ أشاهدُ قاعاتِ المؤتمرات والمآدِب، وكلّ منها يتّسع لنحوِ 1000 شخص. توَقُّفتُ لبعض الوقت لمشاهدة طيور الفلامينغو الوردية الأنيقة، ثم تابعتُ رحلتي نحوَ حوض السباحة الخارجيّ الكبير، والشلال القريب منه.

تُحِيط بالمَسبح كَراسيُّ للاستلقاء، تُظلِّلُها الخِيَم، وسلالمُ تَمتدُّ في مُختلف الاتجاهات، وتؤدي إلى مساحاتٍ خضراء، ثم إلى صالة نارجيلة، وقاعة شايٍ، وقاعةِ فطور، علمًا بأن كلّا من هذه القاعات تضمّ مِساحة داخلية، وأخرى خارجية. وكما هي الحال في كل الأكواخ والفيلات؛ تتوفّر هنا أيضًا تسهيلاتٌ خاصةٌ بذوي الاحتياجات الخاصة.

مُستلقيًا، عند غروب الشمس، على أريكةٍ مُزخرفةٍ بألوانَ زاهية؛ قررتُ تناولَ شاي Earl Grey، وفي هذه الأثناء؛ أخذَ يَسحَرُني مَشهدُ الطيور حينَ يُلاحق بعضُها بعضًا بجنون فوق المروج التي تَحظى بكثيرٍ من العناية من إدارة المكان. شعرتُ عندها بأنّ كلّ شيء في هذا العالَم على خيرِ ما يُرام.

بعد ذلك؛ بات عليّ أنْ أقصدَ المركزَ الترفيهيّ، الذي يَضُمُّ: حَوضَ سباحةٍ داخليًّا، وقاعةَ سينما (تَعْرِضُ أفلامًا عدّةً يوميًّا)، وصالةَ بُولينغ، ومِساحةَ تَسلُّقٍ كبيرةً مخصّصة للأطفال، فضلًا عن صالةِ ألعابٍ، تضُمّ طاولةَ تنس، وطاولة بلياردو، ومَنصّةً لألعاب الفيديو.

أستطيعُ القولَ بأنه لا نقصَ هنا في أنواع التّسلية والمَرح، التي يُمكنُ أن يستفيد منها كلُّ أفراد العائلة بجميع أعمارهم، لكنني الآنَ أَشعُر برغبة كبيرة في الذهاب إلى السّبا. جهّزتُ نفسي بسرعة، وذهبتُ إلى هناك. تُدِير هذا المكانَ: "أماني" من جنوب أفريقيا، وتقوم مُهمّتها على: "تعزيز الوعي الصحيّ، على المستوى البدنيّ، والذهنيّ، والعاطفيّ". ويُقدِّم الموظفون فيه - من سيّداتٍ، ورجال -، خدمات: التدليك، وغُرف البخار، وأحواضِ الغَطس، وغرفة العلاج بالأملاح، فضلًا عن المساحات المخصّصة للاسترخاء.

وبعدما نَعِمْتُ بجلسةِ تدليكٍ لأنسجتِي العميقة، دامتْ نحوَ نصفِ ساعة؛ أصبحتُ مُستعِدًّا لتناوُل العَشاء. يُمكنني بسهولة: اختيارُ أصنافِ البوفيه العالميّ مِن المطعم الأفريقيّ، Tswalu، أو أطباقٍ تحتوي على اللحوم لدى The Butcher’s Den، أو طعامٍ فاخرٍ لدى Aji Sushi Lounge. بحقٍّ؛ لا يُمكِنُني مُقاومةُ الخيارات اليابانية؛ أحِبّ مثلًا: ساشيمي التونة، أو سوشي الروبيان، فهي طازجة وشهية، كما أنّها تقدَّم بطريقة مميّزة، في أوعيةٍ ملوّنة، وأخرى خشبيةٍ منحوتة بدقة.. إنّها طريقةُ Aji، لإعادة ابتكار الطعام اليابانيّ.

بعدَ العشاء؛ عُدتُ إلى "بَنغلي"، واستمتعتُ بكوبٍ ساخنٍ من قهوة الإسبريسو، وأنا إلى جانب حوض السباحة، فيما تُضفي الإضاءةُ الخافتةُ على هذه المساحة أجواءً ليلية ساحرة.

وبعد نومٍ جيّد مُريحٍ لساعاتٍ، في هذا السرير الضخم؛

أرانِي أحصُل على وجبة إفطار شهية في الهواء الطلق. وهي تحتوي على: عِجّة الجبنة، التوست، قطع الفواكه الطازجة والقهوة المفلترة. هذه الأصنافُ تَمنحنُي الطاقةُ التي أحتاج إليها لأقومَ بكثيرٍ من النشاطات: رحلات السفاري، ركوب الخيل والجمال، ولَعِب الغولف في مساحة تحتوي على 18 حفرة، على سبيل المثال.

يقعُ المكانُ على مَقرُبة من الرياض، لكنّه في الحقيقة بعيدٌ جدًّا. لذا، لا عجبَ في أن يكونَ منتجعُ "نوفا Nofa" وُجهةً مفضّلة للعائلات، ولِأولئك الذين يريدون قضاءَ شهر العسل، وكذا لموظفي الشركات، والمسافرين الذي يبحثون عن تجربة لا تُنسى، أو عن مكانِ إقامة فريدٍ في أيام العيد.

عنوان الفندق: طريق الرياض - مكة السريع، المخرج 857، الرياض، 66223

الموقع الإلكتروني: www.radissonhotels.com

الأسعار تبدأُ من: 2500 ريال سعوديّ لليلة الواحدة.

اِحجِزْ مَكانَك.