العلا: سوق البلدة القديمة

العلا: سوق البلدة القديمة

16 أبريل 23
Share

تسوّق الآن كما كان يفعل الناس في زمان مضى، في بيئة تجارية لا مثيل لها، في عالم الحرفيين المحليين، عالم الأكشاك، المقاهي، وسط الهياكل القديمة والمناظر الطبيعية الخلابة. 

يحفل مشهد المناظر الطبيعية الصحراوية القديمة في المملكة العربية السعودية بالتشكيلات الصخرية الخلابة، وآثار الممالك والحضارات التي يعود تاريخها إلى قرون مضت. ويمكن القول إن العلا هي النجمة حين نتحدث عن هذا النوع من الوجهات. وهذه المنطقة التي شكلت في حقبة ما صلة الوصل بين العالمين الشرقي ما قبل التاريخ والمتوسطي، والتي باتت تقع على خريطة الوجهات العالمية التي لا بد من زيارتها، ما هي إلا جوهرة فريدة بالنظر إلى معالمها التاريخية، الثقافية والطبيعية المدهشة.

ولحسن حظ المستكشفين، يمكن استكمال التجول بين المواقع التي تحتل رأس قائمة المعالم في العلا مثل صخرة (أو جبل) الفيل، الحجر، ودادان، فضلاً عن الاستمتاع بمغامرات الطهو والترفيه، بنزهة في سوق البلدة القديمة. ويجمع هذا السوق، الذي يشكل فعالية تستمر حتى أبريل 2023، ملامح الثقافة والتراث في المنطقة، ويتيح للزائرين أن يضعوا في حقائب سفرهم، قبل العودة إلى منازلهم، بعض الكنوز الحرفية التي تشكل جزءًا من ذاكرة هذا المكان الرائع والخالد.  

يُقال إن تاريخ بلدة العلا القديمة يعود إلى 12 قرناً مضت، أي إلى يوم كانت مكاناً للسكن يقع على طريق الحج التي تصل دمشق بمكة المكرمة، علماً أنها ظلت مأهولة حتى سنوات ثمانينات القرن العشرين، حين غادرها آخر القاطنين. وهناك تم حتى الآن اكتشاف نحو 900 عقار خاص و400 متجر وسط بيوتها المبنية من الحجر والطوب الخام والتي تتميز بأنماطها المعمارية المعقدة وبآثارها المميزة.

 ويمكن من يرغب في القيام بنزهة على طريق سوق البلدة القديمة اليوم التعرف على الحرفيين المحليين، مشاهدة الحرف التقليدية، والمتاجر التي تعرض الأزياء السعودية المحلية، منتجات التجميل، المجوهرات، والكثير من الأعمال الفنية.  

 وعلى طريق البخور، يمكن الزائرين استكشاف المصنوعات اليدوية في المتاجر أو الدكاكين مثل مدرسة الديرة، حكايات، أوتا، السنارة الذهبية، غصين البان، أحجار العلا الفاخرة، كما يمكنهم اختيار ما يناسب أذواقهم من الزيوت الطبيعية الأساسية يدوية الصنع ومن العطور في معصرة القرية النقية.  

ولاستكمال المشهد، تقول غادة العنزي التي تعمل في متجر يعرض الأكواب الزجاجية المصنوعة يدوياً، والطاسات، والفناجين: «نقدم الحرف اليدوية المستدامة في بيت أوتا». وتضيف: «نصنع الفخار والسيراميك باستخدام مواد صديقة للبيئة وتتميز مصنوعاتنا ببساطة التصميم، وفيما يُترك بعضها من دون طلاء، يزيّن بعضها الآخر بأجمل الألوان. فنحن نؤمن بجمال البساطة وغناها». وتشرح أن لدى العلا الكثير لتقدمه لأنها موطن للتاريخ والثقافة، والموقع المثالي لامتلاك مثل هذا المتجر، و«المكان حيث يتم الاحتفاء بالطبيعة».

 لكن أوتا ليس المحترف الوحيد في سوق البلدة القديمة الذي يروي حكايات من تراث المنطقة ويقدم مجموعة من المقتنيات سعودية الصنع. ففي متجر تراث الصحراء الكثير من القطع التراثية والحرف التي يتم يصنعها السكان من مواد محلية. ونذكر، على سبيل المثال، الأثاث الخشبي يدوي الصنع، التحف البدوية الفضية، الأبواب النجدية والمقتنيات المنسوجة من خيوط شجر النخيل.

ويمكننا أيضاً التحدث عن أرام ريزن، وهو المتجر حيث يمكن شراء الهدايا والتذكارات المصنوعة من الراتنج والتي تعكس هوية العلا من خلال بعض الرموز، مثل التمور، أطباق الحمضيات، القمح، والأحجار، إضافة إلى إبراز فن الخط الذي يعود إلى الحقبة اللحيانية. أما للزائرين الذين يبحثون عن صور من الماضي، فيقدم عبد المجيد صالح البلوي خيارات كثيرة، من التراث والمناظر الطبيعية، إلى الصور الجوية التي التقطها للمنطقة، فضلاً عن عرضٍ لكاميرات قديمة مميزة.

نزهة على طريق سوق البلدة القديمة يتيح اليوم التعرف على الحرفيين المحليين، الحرف التقليدية، المتاجر التي تعرض أزياء سعودية محلية، منتجات تجميل، مجوهرات وقطعاً فنية.